مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور- جسر ثقافي يعزز مكانة المملكة عالمياً

المؤلف: عبده خال11.01.2025
مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور- جسر ثقافي يعزز مكانة المملكة عالمياً

إن سحر القوى الناعمة يكمن في كونها باقة أزهار يانعة، تتآلف في انسجام بديع، محولةً مسار الحياة إلى سمفونية جمالية متكاملة، حيث تتناغم كل قوة بنغم فريد مع سائر التفاصيل، لإبراز هذا الجمال المتكامل بأبهى حُلّة.

وأرى أن مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور يمثل بحق جسراً راسخاً يربط بين مختلف الثقافات، وإنصافاً للحق وتوثيقاً للتاريخ، تجسد المملكة العربية السعودية في يومنا هذا نموذجاً يحتذى به في صون التراث الثقافي والبيئي العريق، مع تسخيره ببراعة ليصبح أداة مؤثرة في تعزيز مكانتها وصورتها البهية على الصعيد العالمي.

ومن بين المبادرات الخلاّقة التي تسهم بفاعلية في هذا المسعى الحميد، يبرز مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور كعلامة مضيئة، ليس فقط في إحياء شغف الصقارة المتوارث عبر الأجيال، بل أيضاً في ترسيخ مكانة المملكة كمركز إشعاع ثقافي وحضاري على الخريطة الدولية.

فالصقارة، التي تمثل جزءاً لا يتجزأ من الهوية الثقافية الأصيلة للمملكة، قد نالت اعترافاً عالمياً بإدراجها ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي للإنسانية من قبل منظمة اليونسكو، مما يعكس الأهمية الجوهرية لهذا الإرث العريق على مستوى العالم.

ومن خلال مهرجان الملك عبدالعزيز، نجحت المملكة العربية السعودية ببراعة في تحويل هذه الممارسة التراثية الأصيلة إلى حدث دولي مرموق، يحظى باهتمام واسع النطاق، إذ يُعد هذا المهرجان التجمع الأكبر للصقور في العالم أجمع، ويستقطب صفوة الصقارين المهرة من داخل المملكة وخارجها، للتنافس الشريف في مسابقتي الملواح والمزاين المثيرتين.

ولا يقتصر دور المهرجان على كونه احتفالاًAnnual بالصقور فحسب، بل ينسجم أيضاً مع أهداف رؤية السعودية 2030 الطموحة، التي تشدد على ضرورة حماية الهوية الوطنية والثقافة والتراث الغني للمملكة، بالإضافة إلى دوره المحوري في غرس حب هذه الهواية التراثية العريقة في قلوب شباب الوطن، وتعزيز مشاركتهم الفعالة وتفاعلهم الإيجابي معها، وترسيخ القيم والمفاهيم الثقافية والبيئية النبيلة المرتبطة بهذه الهواية العربية الأصيلة.

وعلاوة على كل ما سبق، يعزز المهرجان الصورة المشرقة للمملكة العربية السعودية كدولة منفتحة على العالم، تسعى جاهدة لبناء جسور متينة من التواصل الثقافي والحضاري مع مختلف دول العالم، فالتغطية الإعلامية الواسعة التي يحظى بها المهرجان، والمشاركة الدولية المتزايدة فيه عاماً بعد عام، تسهم في تقديم صورة بهية ومختلفة عن المملكة للعالم أجمع: دولة تعتز بجذورها الضاربة في عمق التاريخ، وتعمل بجد على تقديم تراثها الغني للعالم بأسلوب عصري مبتكر يواكب روح العصر.

ولا يسعنا إلا أن نشير أيضاً إلى أن مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور يجسد بوضوح كيفية تحقيق المملكة للتوازن الدقيق بين الاعتزاز بتراثها العريق والطموح نحو مستقبل أكثر إشراقاً وازدهاراً، فهو ليس مجرد مهرجان ثقافي تقليدي، بل هو رسالة قوية تبعث بها المملكة إلى العالم، مفادها أن السعودية بتاريخها المجيد وأمجادها العريقة وحضارتها العريقة تمتلك القدرة الفائقة على أن تكون جسراً متيناً يربط بين الماضي العريق والمستقبل الواعد، وبين مختلف الثقافات والحضارات.

وهذا هو بالضبط ما تفعله قوانا الناعمة المتكاملة في شتى مناحي الحياة ومجالاتها المتنوعة في المملكة.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة